بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين
السلام أيها الموالون أينما كنتم ورحمة الله وبركاته
وعظم الله لكم الأجر في هذه الفاجعة العظمى والمصيبة الكبرى
ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون
سورة آل عمران - سورة 3 - آية 169
اليوم السابع ( أبو الفضل العباس ) علية السلام
نشأ أبو الفضل العباس في بيت الإمامة الإلهية وترعرع في أكنافها، وتربى في مدرسة أبيه أمير المؤمنين (عليه السلام) الذي هو باب مدينة علم الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وظل ربيب ذلك البيت الرفيع مع أبيه طيلة أربعة عشر عاماً، في ذلك البيت
روي أن أباه علياً أمير المؤمنين (عليه السلام) دعاه يوماً وهو صغير فأجلسه في حجره وقال له: يا بني قل: (واحد) فقال: واحد، فقال له: قل (اثنين) فامتنع عن ذلك، وقال: يا أبا إني أستحي أن أقول: اثنين بلسان قلت به واحد).
وقد أشار بذلك أن الوحدانية لا تليق إلا بفاطر السماوات والأرضين، وأني لا أشرك به أبداً، وهو القائل ] لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلاَّ اللهُ لَفَسَدَتا[ الأنبياء: 23.
وبعد وفاة أبيه لازم الحسن الزكي طيلة عشر سنوات تقريباً ينهل من فيض علومه الزاخرة، ثم لازم أخاه الحسين الشهيد طيلة عشر سنوات أخر أو إحدى عشرة سنة يقتبس منه أنواع العلوم والمعارف، ويتحلى بالسؤدد والإباء حتى آخر يوم من عمره الشريف يوم عاشوراء فكان عمره يوم شهادته أربعاً وثلاثين سنة.
وناهيك بمن يولد وينشأ في حجر وكنف أمير المؤمنين وسيد الوصيين، ويعايش حياة سيدي شباب أهل الجنة. ويتتلمذ على يديهما السخيتين بالعطاء والمعرفة، وينتهل من علمهما الذي ينبع من معدن النبوة. ومهبط الوحي المبين.
مقتل العباس
عندها تقدم ابو الفضل نحو الحسين وقد خنقته العبرة ، قال : والآن يا ابن رسول الله أما لي من رخصة ، قال: اخي اخي عباس أنت حامل لوائي فمن لي بعدك
قال : أخي اذا كان لا بد اذهب واطلب لهؤلاء الاطفال ماء ، فحمل على القوم قائلا :
انا الذي اعرف عند الزمجرة ******** بابن علي المسمى حيدرة
انا الذي اعرف عند الزمجرة ******** بابن علي المسمى حيدرة
حتى كشفهم عن الماء ، ما ان وصل الى الماء ، ملئ القربة ولكن من شدة عطشه غرف غرفة من الماء ليشرب فتذكر عطش الحسين فرمى الماء وقال :
يا نفس من بعد الحسين هوني *********وبعده لا كنت او تكوني
هذا حسين وارد المنون **********وتشربين بارد المعين
ثم حمل نحو القوم ، فصاح عمر بن سعد : ويلكم حولوا بينه وبين ايصال الماء الى المخيم فلئن وصل الماء الى الحسين لا تمتاز ميمنتكم عن ميسرتكم فحمل عليهم العباس وقتل منهم مقتلة عظيمة ، الى ان كمن له رجل وراء نخلة ،فلما مر به ابو الفضل ضربه بسيفه على يمينه فبراها ، فالتقت السيف بشماله وهو يقول :
والله ان قطعتم يميني ********** اني احامي ابدا عن ديني
وعن امام صادق اليقين ********** سبط النبي الطاهر الامين
ثم قطعوا شماله فراح يقول :
قد قطعوا ببغيهم يساري ******** فاصلهم يا رب حر النار
يا نفس لا تخشي من الكفار ******** وابشري برحمة الجبار
**************مع النبي السيد المختار **********
فبينما هو كذلك واذ بالسهام نزلت عليه مثل المطر ، فوقع سهم في نحره ، وسهم في صدره وأصاب سهم عينه اليمنى فطفاها ، وسهم أصاب القربة فأريق ماؤها ، فجاؤا بعمد الحديد ، وضربوه على ام رأسه فهوى على الارض مناديا : أخي يا حسين ادركني فوصل اليه وجلس عنده فوجده مطبوخ الجبين : أخي ابا الفضل ، الآن انكسر ظهري الآن شمت بي عدوي وقلت حيلتي ، أراد أن يحمله الحسين الى المخيم
يقلله خوي حسين خليني بمكاني ****يقلله ليش يا زهرة زماني
يقلله واعدت سكنة وتراني *****بماي واستحي منها وما اقدر
قال: أخي دعني أموت في مكاني ، اوّلاً نزل بي الموت ، وثانياً أنا مستح من سكينة لاني وعدتها بالماء وكذلك الاطفال ، ثم ان العباس رفع رأسه من حجر الحسين ومرغه بالتراب ، فأمسك الحسين رأس العباس وأعاده الى حجره ن فأرجع العباس رأسه الى الارض ثانية حتى فعلها ثلاث مرات ، فقال له : أخي أبا الفضل لماذا كلما رفعت رأسك ووضعته في حجري تعيده الى الأرض ، قال : اخي أبا عبد الله أنت الآن تأخذ برأسي ولكن بعد ساعة من يأخذ برأسك
يا خوي من يغمضلك عيونك ***** ومين يوقف لعند الموت دونك
عند ذلك صاح : أخي ابا عبد الله ، ضع فمك على فمي ، فوضع فمه على فمه حتى أفاضت روحه الزكية، أي واسيداه واعباساه .
عظم الله لكم الأجر في ساقي عطاشى كربلاء وقطيع الكفين
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين
السلام أيها الموالون أينما كنتم ورحمة الله وبركاته
وعظم الله لكم الأجر في هذه الفاجعة العظمى والمصيبة الكبرى
ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون
سورة آل عمران - سورة 3 - آية 169
اليوم السابع ( أبو الفضل العباس ) علية السلام
نشأ أبو الفضل العباس في بيت الإمامة الإلهية وترعرع في أكنافها، وتربى في مدرسة أبيه أمير المؤمنين (عليه السلام) الذي هو باب مدينة علم الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وظل ربيب ذلك البيت الرفيع مع أبيه طيلة أربعة عشر عاماً، في ذلك البيت
روي أن أباه علياً أمير المؤمنين (عليه السلام) دعاه يوماً وهو صغير فأجلسه في حجره وقال له: يا بني قل: (واحد) فقال: واحد، فقال له: قل (اثنين) فامتنع عن ذلك، وقال: يا أبا إني أستحي أن أقول: اثنين بلسان قلت به واحد).
وقد أشار بذلك أن الوحدانية لا تليق إلا بفاطر السماوات والأرضين، وأني لا أشرك به أبداً، وهو القائل ] لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلاَّ اللهُ لَفَسَدَتا[ الأنبياء: 23.
وبعد وفاة أبيه لازم الحسن الزكي طيلة عشر سنوات تقريباً ينهل من فيض علومه الزاخرة، ثم لازم أخاه الحسين الشهيد طيلة عشر سنوات أخر أو إحدى عشرة سنة يقتبس منه أنواع العلوم والمعارف، ويتحلى بالسؤدد والإباء حتى آخر يوم من عمره الشريف يوم عاشوراء فكان عمره يوم شهادته أربعاً وثلاثين سنة.
وناهيك بمن يولد وينشأ في حجر وكنف أمير المؤمنين وسيد الوصيين، ويعايش حياة سيدي شباب أهل الجنة. ويتتلمذ على يديهما السخيتين بالعطاء والمعرفة، وينتهل من علمهما الذي ينبع من معدن النبوة. ومهبط الوحي المبين.
مقتل العباس
عندها تقدم ابو الفضل نحو الحسين وقد خنقته العبرة ، قال : والآن يا ابن رسول الله أما لي من رخصة ، قال: اخي اخي عباس أنت حامل لوائي فمن لي بعدك
قال : أخي اذا كان لا بد اذهب واطلب لهؤلاء الاطفال ماء ، فحمل على القوم قائلا :
انا الذي اعرف عند الزمجرة ******** بابن علي المسمى حيدرة
انا الذي اعرف عند الزمجرة ******** بابن علي المسمى حيدرة
حتى كشفهم عن الماء ، ما ان وصل الى الماء ، ملئ القربة ولكن من شدة عطشه غرف غرفة من الماء ليشرب فتذكر عطش الحسين فرمى الماء وقال :
يا نفس من بعد الحسين هوني *********وبعده لا كنت او تكوني
هذا حسين وارد المنون **********وتشربين بارد المعين
ثم حمل نحو القوم ، فصاح عمر بن سعد : ويلكم حولوا بينه وبين ايصال الماء الى المخيم فلئن وصل الماء الى الحسين لا تمتاز ميمنتكم عن ميسرتكم فحمل عليهم العباس وقتل منهم مقتلة عظيمة ، الى ان كمن له رجل وراء نخلة ،فلما مر به ابو الفضل ضربه بسيفه على يمينه فبراها ، فالتقت السيف بشماله وهو يقول :
والله ان قطعتم يميني ********** اني احامي ابدا عن ديني
وعن امام صادق اليقين ********** سبط النبي الطاهر الامين
ثم قطعوا شماله فراح يقول :
قد قطعوا ببغيهم يساري ******** فاصلهم يا رب حر النار
يا نفس لا تخشي من الكفار ******** وابشري برحمة الجبار
**************مع النبي السيد المختار **********
فبينما هو كذلك واذ بالسهام نزلت عليه مثل المطر ، فوقع سهم في نحره ، وسهم في صدره وأصاب سهم عينه اليمنى فطفاها ، وسهم أصاب القربة فأريق ماؤها ، فجاؤا بعمد الحديد ، وضربوه على ام رأسه فهوى على الارض مناديا : أخي يا حسين ادركني فوصل اليه وجلس عنده فوجده مطبوخ الجبين : أخي ابا الفضل ، الآن انكسر ظهري الآن شمت بي عدوي وقلت حيلتي ، أراد أن يحمله الحسين الى المخيم
يقلله خوي حسين خليني بمكاني ****يقلله ليش يا زهرة زماني
يقلله واعدت سكنة وتراني *****بماي واستحي منها وما اقدر
قال: أخي دعني أموت في مكاني ، اوّلاً نزل بي الموت ، وثانياً أنا مستح من سكينة لاني وعدتها بالماء وكذلك الاطفال ، ثم ان العباس رفع رأسه من حجر الحسين ومرغه بالتراب ، فأمسك الحسين رأس العباس وأعاده الى حجره ن فأرجع العباس رأسه الى الارض ثانية حتى فعلها ثلاث مرات ، فقال له : أخي أبا الفضل لماذا كلما رفعت رأسك ووضعته في حجري تعيده الى الأرض ، قال : اخي أبا عبد الله أنت الآن تأخذ برأسي ولكن بعد ساعة من يأخذ برأسك
يا خوي من يغمضلك عيونك ***** ومين يوقف لعند الموت دونك
عند ذلك صاح : أخي ابا عبد الله ، ضع فمك على فمي ، فوضع فمه على فمه حتى أفاضت روحه الزكية، أي واسيداه واعباساه .
عظم الله لكم الأجر في ساقي عطاشى كربلاء وقطيع الكفين