بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
وعظم الله أجورنا وأجوركم جميعاً
الإمام الحسين بن علي عليه السلام :
الإمام الثالث عند الشيعة وهو شهيد كربلاء وثأر الله الذي تبلورت ثورة كربلاء حول محور فدائه وتضحيته وملأ تاريخ البشرية بالإيثار والحماس وأعطى الإنسان درساً في الحرية والكرامة . وقد سقى بدمه المسفوح في كربلاء شجرة الإسلام وأيقظ الأُمّة الإسلامية .
ولد الإمام الحسين عليه السلام في الثالث من شعبان في السنة الرابعة للهجرة في المدينة المنورة . وسمّاه رسول الله صلى الله عليه وآله "حسيناً" وكان كثير المحبّة له حتّى قال عنه صلى الله عليه وآله : "حسين مني وأنا من حسين" . وترعرع في حجر الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله ولما توفي صلّى الله عليه وآله كان عمر الحسين ستّ سنوات . وكانت له في عهد أبيه منزلة رفيعة . ومن أبرز صفاته : العلم والكرم والنبل والفصاحة والشجاعة والتواضع ومساعدة المساكين والعفو والحلم وما إلى ذلك من الصفات البارزة . وكان إلى جانب أبيه إثناء خلافته وشهد معه معارك الجمل وصفّين والنهروان
وبعد استشهاد أبيه عليه السلام آلت الخلافة إلى الحسن بن علي سلام الله عليه فصار الحسين عليه السلام جانبه جندياً مطيعاً . وبعد الصلح عاد مع أخيه وأهل بيته إلى المدينة . وبعد استشهاد الإمام الحسن عليه السلام في عام 49 أو 50 للهجرة أُلقيت عليه أعباء الإمامة وخلال تلك الفترة التي استمرت عشر سنوات وهي المدّة الأخيرة من تسلط معاوية عليه اللعنة على الحكم كان سيّد الشهداء عليه السلام من أشدّ المعارضين لسياسته ولأساليب القتل والاعتقال التي يمارسها ضد خصومه . وبعث إليه بالعديد من الكتب التي يعنّفه فيها على قتل حجر بن عدي وأصحابه وعمرو بن الحمق الخزاعي وهم من أصحاب الإمام علي عليه السلام الأوفياء . وأخذ يعيب عليه الكثير من أعماله الأُخرى . وفي نفس الوقت بقى الحسين بن علي سلام الله عليه أحد المحاور البارزة في وحدة الشيعة وشاخصاً يلفت إليه الأنظار وظلّت السلطة تخشى نفوذ شخصيّته .
بعد موت معاوية لا رحمه الله عام 60 للهجرة كتب يزيد إلى والي المدينة أن يأخذ له البيعة من الحسين بن علي عليه السلام . إلاّ أنّ الحسين بأبي هو وأمي الذي كان على معرفة بفساد يزيد وقلّة تدبيره امتنع عن بيعته وانتهج طريق المواجهة ضد سلطة يزيد التي كانت تشكّل خطر يهدد الإسلام بالزوال فهاجر من المدينة إلى مكّة . وبعد أن أتته كتب أهل الكوفة وشيعة العراق التي تدعوه للقدوم إلى الكوفة . أرسل الحسين عليه السلام أولاً ابن عمّه مسلم بن عقيل وبعث الكتب إلى شيعة الكوفة والبصرة . وبعد حصوله على خبر مبايعة أهل الكوفة لمسلم بن عقيل سار هو في اليوم الثامن من ذي الحجة عام 60 للهجرة من مكّة إلى العراق
يتبع