بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين
السلام أيها الموالون أينما كنتم ورحمة الله وبركاته
وعظم الله لكم الأجر في هذه الفاجعة العظمى والمصيبة الكبرى
ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون
سورة آل عمران - سورة 3 - آية 169
اليوم السادس ( حبيب بن مظاهر الأسدي ) رضوان الله عليه
أهم ما يميز هذا الشهيد العظيم أنه قام في الأيام الأخيرة بمحاولة لتجنيد بعض رجال بني أسد الذين كانوا يقطنون في منطقة قريبة من ساحة المعركة المرتقبة أملاً في أن يدعموا النهضة المباركة للإمام الحسين (عليه السلام) فاستأذن الإمام في ذلك وحيث أذن له الإمام خرج إليهم حبيب ابن مظاهر الأسدي وبعد أن عرَّفهم بنفسه على أساس أنه سيد قبيلة بني أسد وزعيم كبير من زعمائهم تصور الجميع انه سوف يستنهضهم بمنطق الصراع القبلي والمفاخرات العشائرية ويلهب فيهم روحاً تواقة للحرب إلا أنه لم يفعل ذلك بل قام فيهم خطيباً وأوضح لهم أهمية الرسالة التي من اجلها جاء ويكشف لهم عن أهمية الإسهام في الثورة الحسينية لنصرة السبط الأعظم لخاتم الأنبياء والمرسلين قال: (إني قد أتيتكم بخير ما أتى به وافد إلى قوم، أتيتكم أدعوكم إلى نصرة ابن بنت نبيكم فإنه في عصابة من المؤمنين الرجل منهم خير من ألف رجل، لن يخذلوه ولن يسلموه أبداً.. وهذا عمر بن سعد قد أحاط به، وأنتم قومي وعشيرتي، وقد أتيتكم بهذه النصيحة فأطيعوني اليوم في نصرته، تناولا بها شرف الدنيا والآخرة، فإني أقسم بالله لا يقتل أحد منكم في سبيل الله مع ابن بنت رسول الله صابراً محتسباً إلا كان رفيقاً لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في عليين فنهض عبد الله بن بشر الأسدي، كأول من استجاب وقال: (أنا أول من يجيب إلى هذه الدعوة).
كانت له مواقف ممتازة جداً في نصرة مسلم بن عقيل، وأخذ البيعة للإمام الحسين (عليه السلام) أما عندما قتل مسلم وهاني بن عروة اختفى في بيته وبين عشائره فراراً من السلطة الغاشمة.
لكن ما أن ورد إليه رسول الحسين يخبره بنزول الإمام في كربلاء خرج ومعه غلامه متخفياً حتى وصل كربلاء قبل اليوم العاشر من المحرم فكانت له بين يديه مواقف بطولية وتركت أثراً واضحاً في نفس الإمام الحسين (عليه السلام) خصوصاً بعد استشهاده.
وعلى حد تعبير المؤرخين: (لما قتل حبيب هد مقتله الحسين ((عليه السلام) )) وما أروع الخطاب التأبيني لسيد الشهداء في حقه قال: (احتسب نفسي وحماة أصحابي، ثم قال لك ردك يا حبيب لقد كنت فاضلاً تختم القرآن في ليلة واحدة).
وفور وصول حبيب إلى كربلاء اتجه إلى خيمة الحسين (عليه السلام) واستقبله الحسين (عليه السلام) وخرج بقدومه، وظل حبيب قريباً من الإمام (عليه السلام) إلى آخر لحظة.
وعندما حان موعد صلاة الظهر طلب الإمام الحسين (عليه السلام) من الأعداء الكف عن القتال لأداء الصلاة، وفي أثناء استعداد الإمام (عليه السلام) لأداء الصلاة نادى أحد قادة عسكر ابن زياد المدعو الحصين بن نمير
فناداه الحصين ابن نمير ـ عليه اللعنة ـ قائلاً: صلّ يا حسين ما بدا لك فإن الله لا يقبل صلاتك.
فأجابه حبيب بن مظاهر: ثكلتك أمك، ابن رسول الله صلاته لا تقبل وصلاتك تقبل يا خمّار؟!
فقال الحسين لزهير بن القين وسعيد بن عبد الله: تقدّما أمامي حتى أصلّي الظهر. فتقدّما أمامه في نحو نصفٍ من أصحابه حتى صلّى بهم صلاة الخوف، وسعيد تقدّم أمام الحسين فاستهدف لهم فجعلوا يرمونه بالنبال كلّما أخذ الحسين يميناً وشمالاً قام بين يديه فما زال يرمى إليه حتى سقط على الأرض وهو يقول: اللهم العنهم لعن عادٍ وثمود، اللهم أبلغ نبيّك عني السلام. وأبلغه ما لقيت من ألم الجراح فإنني أردت بذلك نصرة ذرّية نبيّك ثم مات رحمه الله.
وخرج حبيب بن مظاهر وودع الحسين وجعل يقاتل وهو يقول:
أنا حبيـــــــب وأبـــــي مــظاهر********* فـــــارس هيجاء وحرب تسعر
أنــــــتم عـــــدّ عــــــــدّة وأكثر ********* ونحـــــــن أوفــى منكم وأصبر
وأنـــــــتم عــــــند الوفاء أغدر********* ونحــــــن أعـــلى حجّة وأظهر
فقتل اثنين وستين فارساً ثم قتل فبان الانكسار في وجه الحسين، فقال الحسين: لله درّك يا حبيب لقد كنت فاضلً تختم القرآن في ليلة واحدة.
عظم الله لكم الأجر هاهو الشيخ العابد الزاهد الحافظ للقرآن شهيداً بين يدي الحسين عليه السلام
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين
السلام أيها الموالون أينما كنتم ورحمة الله وبركاته
وعظم الله لكم الأجر في هذه الفاجعة العظمى والمصيبة الكبرى
ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون
سورة آل عمران - سورة 3 - آية 169
اليوم السادس ( حبيب بن مظاهر الأسدي ) رضوان الله عليه
أهم ما يميز هذا الشهيد العظيم أنه قام في الأيام الأخيرة بمحاولة لتجنيد بعض رجال بني أسد الذين كانوا يقطنون في منطقة قريبة من ساحة المعركة المرتقبة أملاً في أن يدعموا النهضة المباركة للإمام الحسين (عليه السلام) فاستأذن الإمام في ذلك وحيث أذن له الإمام خرج إليهم حبيب ابن مظاهر الأسدي وبعد أن عرَّفهم بنفسه على أساس أنه سيد قبيلة بني أسد وزعيم كبير من زعمائهم تصور الجميع انه سوف يستنهضهم بمنطق الصراع القبلي والمفاخرات العشائرية ويلهب فيهم روحاً تواقة للحرب إلا أنه لم يفعل ذلك بل قام فيهم خطيباً وأوضح لهم أهمية الرسالة التي من اجلها جاء ويكشف لهم عن أهمية الإسهام في الثورة الحسينية لنصرة السبط الأعظم لخاتم الأنبياء والمرسلين قال: (إني قد أتيتكم بخير ما أتى به وافد إلى قوم، أتيتكم أدعوكم إلى نصرة ابن بنت نبيكم فإنه في عصابة من المؤمنين الرجل منهم خير من ألف رجل، لن يخذلوه ولن يسلموه أبداً.. وهذا عمر بن سعد قد أحاط به، وأنتم قومي وعشيرتي، وقد أتيتكم بهذه النصيحة فأطيعوني اليوم في نصرته، تناولا بها شرف الدنيا والآخرة، فإني أقسم بالله لا يقتل أحد منكم في سبيل الله مع ابن بنت رسول الله صابراً محتسباً إلا كان رفيقاً لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في عليين فنهض عبد الله بن بشر الأسدي، كأول من استجاب وقال: (أنا أول من يجيب إلى هذه الدعوة).
كانت له مواقف ممتازة جداً في نصرة مسلم بن عقيل، وأخذ البيعة للإمام الحسين (عليه السلام) أما عندما قتل مسلم وهاني بن عروة اختفى في بيته وبين عشائره فراراً من السلطة الغاشمة.
لكن ما أن ورد إليه رسول الحسين يخبره بنزول الإمام في كربلاء خرج ومعه غلامه متخفياً حتى وصل كربلاء قبل اليوم العاشر من المحرم فكانت له بين يديه مواقف بطولية وتركت أثراً واضحاً في نفس الإمام الحسين (عليه السلام) خصوصاً بعد استشهاده.
وعلى حد تعبير المؤرخين: (لما قتل حبيب هد مقتله الحسين ((عليه السلام) )) وما أروع الخطاب التأبيني لسيد الشهداء في حقه قال: (احتسب نفسي وحماة أصحابي، ثم قال لك ردك يا حبيب لقد كنت فاضلاً تختم القرآن في ليلة واحدة).
وفور وصول حبيب إلى كربلاء اتجه إلى خيمة الحسين (عليه السلام) واستقبله الحسين (عليه السلام) وخرج بقدومه، وظل حبيب قريباً من الإمام (عليه السلام) إلى آخر لحظة.
وعندما حان موعد صلاة الظهر طلب الإمام الحسين (عليه السلام) من الأعداء الكف عن القتال لأداء الصلاة، وفي أثناء استعداد الإمام (عليه السلام) لأداء الصلاة نادى أحد قادة عسكر ابن زياد المدعو الحصين بن نمير
فناداه الحصين ابن نمير ـ عليه اللعنة ـ قائلاً: صلّ يا حسين ما بدا لك فإن الله لا يقبل صلاتك.
فأجابه حبيب بن مظاهر: ثكلتك أمك، ابن رسول الله صلاته لا تقبل وصلاتك تقبل يا خمّار؟!
فقال الحسين لزهير بن القين وسعيد بن عبد الله: تقدّما أمامي حتى أصلّي الظهر. فتقدّما أمامه في نحو نصفٍ من أصحابه حتى صلّى بهم صلاة الخوف، وسعيد تقدّم أمام الحسين فاستهدف لهم فجعلوا يرمونه بالنبال كلّما أخذ الحسين يميناً وشمالاً قام بين يديه فما زال يرمى إليه حتى سقط على الأرض وهو يقول: اللهم العنهم لعن عادٍ وثمود، اللهم أبلغ نبيّك عني السلام. وأبلغه ما لقيت من ألم الجراح فإنني أردت بذلك نصرة ذرّية نبيّك ثم مات رحمه الله.
وخرج حبيب بن مظاهر وودع الحسين وجعل يقاتل وهو يقول:
أنا حبيـــــــب وأبـــــي مــظاهر********* فـــــارس هيجاء وحرب تسعر
أنــــــتم عـــــدّ عــــــــدّة وأكثر ********* ونحـــــــن أوفــى منكم وأصبر
وأنـــــــتم عــــــند الوفاء أغدر********* ونحــــــن أعـــلى حجّة وأظهر
فقتل اثنين وستين فارساً ثم قتل فبان الانكسار في وجه الحسين، فقال الحسين: لله درّك يا حبيب لقد كنت فاضلً تختم القرآن في ليلة واحدة.
عظم الله لكم الأجر هاهو الشيخ العابد الزاهد الحافظ للقرآن شهيداً بين يدي الحسين عليه السلام