في إحدى القرى الشيشانية دخلت القوات الروسية بعنجهيتها الشرسة وجبروتها الحاقد وصبت جام غضبها على أهل القرية حيث جمعوا ما
استطاعوا جمعه من النساء والشيوخ والأطفال والشبان في مكان واحد ثم قاموا بتفجيرهم بروحٍ إجرامية حاقدة ..فتناثرت الجثث في كل مكان وتطايرت الأشلاء في الأجواء ..ثم غادر الروس القرية ليبقى الأهالي يتجرعون الحسرة والأسى ، ويذوقون الموت الزؤآم وبعد خروج الروس جاء من سلم من أهل القرية لمكان الجريمة لتتعرف الأم على أطفالها وليعرف الأبناء على أمهاتهم وأهليهم في منظر إمتلأ حزناً وهماً وغماً لا يوصف .. وبدأ الناس يجمعون ما تناثر من الأشلاء وقطع اللحم المتناثرة حتى إنهم يجمعونها من الجدران والتراب غير فتات العظام والأجسام المحروقة التي لم يبق منها إلا الآثار .. واختلطت هناك الدماء بالدموع ، والآهات والأنين بالبكاء والعويل فيا لله كم من أمٍ رجعت لبيتها وهي تحمل ما تبقى من لحم ولدها وفتات عظامه ..وكم من طفلٍ واقف حائر يبكي وهو ينظر إلى رأس أمه قد انفصل عن جسدها الذي تمزق ..وكم من شيخٍ عجوز ينتحب عند جنائز أهل بيته وهم قد سجوا بالأكفان بعد أن جمعت أشلاؤهم قطعة قطعة !!
فسبحان من يمهل للظالم ولا يهمله... وسبحان من يحلم على من عصاه .. وسبحان من لا يضيع حق المظلوم ... ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلوا بعضكم ببعض والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم سيهديهم ويصلح بالهم ويدخلهم الجنة عرفها لهم .