مازالت التصريحات متضاربة بين المسؤولين العراقيين والاميركان بشأن سير مفاوضات اتفاقية التعاون الامني بين البلدين.
ورغم التقدم الحاصل في المحادثات التي يقودها عن الجانب العراقي رئيس الوزراء نوري المالكي وعن الجانب الاميركي السفير رايان كروكر، الا ان تحديد تموز الجاري موعدا لتوقيع المعاهدة، يعد امرا مستبعدا.
وقال عضو لجنة الامن والدفاع النائب حسن السنيد: إن سقف توقعات المفاوض الأميركي ازاء الاتفاقية انخفض كثيرا، لكن المسودات الأخيرة التي قدمها الجانب الأميركي ما زالت غير مقبولة من المفاوضين العراقيين.
وكان النائب عباس البياتي قد كشف لـ 'الصباح' امس الاول، عن وجود توجه الى توقيع مذكرة تفاهم بدلا من اتفاقية التعاون الامنية 'صوفا'.
وأضاف السنيد أن 'مسودات الاتفاقية لا تصب في مصلحة العراق، وهي تتغير باستمرار'، لافتا إلى انه 'ليس هناك شيء ثابت يمكن الرجوع إليه أو الحديث عنه، لذا فان المفاوضات تشهد تغيرا مستمرا في أفكار الجانبين وتصوراتهم'، مبينا أن مهمة المفاوض العراقي تتركز على كسر طموح المفاوض الأميركي الذي عليه أن يتعامل مع العراق كدولة مكتملة السيادة، وان لا يضع بنودا غير مقبولة تمس بالسيادة العراقية.
وأشار إلى أن الجانب الأميركي بدا أكثر تفهما، واخذ يقدم طروحات أفضل مما قدمه في المسودتين الأولى والثانية للاتفاقية، التي اعتبرها العراق تمس بالسيادة الوطنية بشكل بالغ'.وكان وزير الخارجية هوشيار زيباري أعلن في مؤتمر صحفي الأربعاء الماضي أن المفاوضات حول الاتفاقية الأمنية توصلت إلى نتائج متقدمة بخصوص الفقرات المختلف عليها.وكشف عضو لجنة الامن والدفاع في تصريح صحفي عن أن العراق سيلجأ إلى حلول وخيارات أخرى، في حال فشل المفاوضات وعدم الاتفاق على ما يصون أسس السيادة والمصلحة الوطنية، كالتمديد للقوات الدولية لفترة معينة، أو إبرام برتوكول امني يلحق باتفاق بين الجانبين، لكن دون توقيع معاهدة أمنية.
يشار الى أن 'إعلان المبادئ' وقع بين رئيس الوزراء والرئيس الأميركي جورج بوش في كانون الأول الماضي، ويشمل ضمانات أمنية واقتصادية والتزامات تجاه العراق، ويتوقع أن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ في الأول من كانون الثاني من العام المقبل، إذا ما تم توقيعه في تموز من العام الحالي، ووافق عليه البرلمان.
من جانبها أعربت ميرامبي نانتانغو المتحدثة باسم السفارة الأميركية في بغداد عن أملها في إنجاز المفاوضات الجارية بين واشنطن وبغداد بشأن الاتفاقية طويلة الأمد نهاية الشهر الجاري. وقالت نانتانغو: إن هذه المفاوضات تقوم على أساس التكافؤ بين حكومتي البلدين واحترام السيادة العراقية، لافتة إلى توصل الجانبين لاتفاق حول عدد من القضايا رفضت الكشف عنها. وأشارت في تصريح نقله راديو سوا الى أن المفاوضات تتم على أساس الاعتراف والاحترام المتبادل للسيادة، قائلة 'نحن نتفاوض على هذا الاساس مع العراق ونصر على أن اي اتفاقية نهائية يجب أن تؤكد على السيادة العراقية وهذا مبدأ أساس نتفاوض على أساسه'، موضحة ان المفاوضات جارية في أجواء إيجابية وبناءة وتم تحقيق بعض التقدم الملموس في مجالات عديدة.
ولفتت المتحدثة باسم السفارة الى أن الهدف من هذه الاتفاقية إيجاد صيغة ِقانونية تسمح للقوات الاميركية بتقديم الدعم للحكومة والشعب العراقيين، مرجحة استمرار المفاوضات حولها إلى ما بعد تموز الجاري. وذكرت إن 'هناك تركيزا على أن تنتهي المفاوضات نهاية هذا الشهر وقلنا نتمنى أن تكون هناك اتفاقية قبل نهاية هذا الشهر، ولكن كلنا نتفهم انها مفاوضات وربما من الممكن أن يتم تمديدها قبل نهاية هذا الشـهر'.
